الجمعة، 28 مايو 2010

الثقافة ....المفهوم المبهم والمصطلح المائع

بسم الله

الثقافة ....المفهوم المبهم والمصطلح المائع
الثقافة مصطلح دخيل بالمعجم العربي معنا لا اصطلاحا ،،
ولقد خاض الفلاسفة وغيرهم من رواد النهضة الأوروبية المعاصرة والأمريكية المتأخرة في ضبط معناها وأدت الى جدل واسع خلال المد الشيوعي في ضبط تعريفها .
والمتأمل لمعنى الثقافة يجده يدور حول أمور ثابتة متعلقة بمكتسبات الفرد في نواحي شتى وهو إجحاف في حق الثقافة ،،
إذ كيف يعرف مصطلح يعنى بالتنوع والاختلاف بأمور ثابتة في الفرد والمجتمع ..ََ!!
ونحو ذلك أن نقول أن الثقافة هي مكتسبات حضارية وعلمية أو غيرها من الأمور الثابتة والثبات هنا المقصود به استحالة التعميم ، فالحضارة مثلا أو العلوم مصطلح ثابت يخص مثلا الروم أو البابليين في حالة الحضارة ويخص علم الأرض أو علم الرياضيات في حالة العلوم ويخص المسلمين إن تكلمنا عن الثقافة الإسلامية وهكذا.
إن أدركنا هذا أدركنا أن تعريف الثقافة بمثل هذه المكتسبات ناقص مجحف..!!
وكما هو معروف يمكن أن ننقض تعريفا ما إن نحن أتينا بمثالين متناقضين يحققان نفس التعريف.
وفي حالة الثقافة ،يكفي أن نأتي بفرد من أدغال إفريقيا رجل من آكلي البشر ورجل متحضر من أوروبا .
وهات ماشئت من تعاريف الثقافة ولنفرض كتعريف أنها " المكتسب الحضاري والعلمي والاطلاعي" .
أعود لأدغال إفريقيا لأبحث عن من يحقق هذا التعريف..؟؟ 
فاني ولا بد سأجد أحد شيوخ قبائلهم ممن له رصيد معرفي كبير في تاريخ المنطقة وما جاورها واطلاع 
عظيم على علومهم وما بلغوه من المعارف . فهو إذن رجل مثقف.
والشيء نفسه بالنسبة للأوروبي فمن السهل أن نجد مثقف يحقق التعريف المفترض آنفا.
لكن الفردين كل يرى في الآخر معدم الثقافة ...!!
أكيد سيقول الكثير أن كل منهما مثقف بثقافته..،، فأقول نعم وهذا هو المقصود من كون الثقافة شيئا غير ثابت .!!
من هنا أقترح طرحا وتعريفا جديدا للثقافة يكون ثابتا وشاملا وهو 
الثقافة هي المكتسبات التي يمكننا ان نكتسبها مما قد يكتسبه غيرنا فكرية كانت أو غيرها.
فهو تعريف كامل شامل أحسبه ويستحيل معه أن نجد مثقفين وهما يعتبران بعضهما غير مثقفين..!!

هناك تعليق واحد: